التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
١٢
وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ
١٣
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ
١٤
فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ
١٥
ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ
١٦
وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ
١٧
وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
١٨
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
١٩
ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ
٢٠
مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ
٢١
-التكوير

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } أي: أوقدت، وهي توقد منذ خلق الله السماوات والأرض في الستة الأيام. قال تعالى: { وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } أي: أدنيت؛ كقوله تعالى: { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } [الشعراء:90]. قال: { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } أي: من عملها.
قوله تعالى: { فَلآ أُقْسِمُ } [المعنى فأقسم، ولا صلة] { بِالْخُنَّسِ }. ذكروا عن علي قال: يعني النجوم تجري بالليل وتخنس أي تتوارى بالنهار. وهو قول الحسن: هي في ذلك جارية، ولكنها لا ترى بالنهار. وقال بعضهم: بلغنا أنها خمسة تجري في مجرى الشمس: وهي الزهرة والمشتري، والمريخ، وزحل، وعطارد.
قال: { الْجَوَارِ } يعني جريها في السماء { الكُنَّسِ } تفسير الحسن: أن ترجع إلى مطلعها في القابلة. وقال الكلبي: { الكُنََّس } يعني أنها تكنس، أي: تتغيّب وتتوارى بالنهار كما تتوارى الظباء في كناسها. وبعضهم يقول: { الْجَوَارِ الكُنَّسِ } هي بقر الوحش.
قال: { وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } تفسير الحسن: إذا أظلم، وتفسير الكلبي: إذا أدبر. وقال مجاهد: يقال إقباله ويقال إدباره.
ذكروا أن رجلاً سأل علياً: أي ساعة توتر؟ فسكت عنه. فلمّا أذّن من السحر للصبح قال علي: أين السائل عن الوتر؟ نِعمَ ساعة الوتر [هذه] ثم قرأ { وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِِ إِذَا تَنَفَّسَ }.
قوله: { وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } أي: إذا أسفر، يعني إذا أضاء. أقسم بهذا كله، من قوله: { فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ } إلى قوله: { وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ }.
{ إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } يعني جبريل يرسله الله إلى النبيين { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ } أي: في المنزلة والقربة. { مُّطَاعٍ ثَمَّ } أي: في السماء قال الحسن: جعل الله طاعة جبريل في السماء طاعة له، فأمر الله الملائكة بذلك كما أمر الله أهل الأرض أن يطيعوا محمداً صلى الله عليه وسلم. قال: { أَمِينٍ } أي عند الله وعند الملائكة.