التفاسير

< >
عرض

وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ
٢٢
وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ
٢٣
وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ
٢٤
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
٢٥
فَأيْنَ تَذْهَبُونَ
٢٦
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٢٧
لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ
٢٨
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٢٩
-التكوير

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، وذلك لقول قريش وقول مشركي العرب إنه مجنون. قال: { وَلَقَدْ رَءَاهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ } يعني بالمشرق الذي هو مطلع النجوم والشمس والقمر. يعني أن محمداً رأى جبريل في صورته مع الأفق قد سدّ ما بين السماء والأرض. وتفسير مجاهد: إن ذلك كان من نحو أجياد. عن عمارة مولى بني هاشم قال إن النبي عليه السلام رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح مثل الزبرجد الأخضر فأغمي عليه.
قال تعالى: { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ } أي: على الوحي { بِضَنِينٍ } أي: بخيل، أي لا يبخل عليكم به، وهي تقرأ على وجه آخر: { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ } أيك بمتّهم، وهي مقرأ عبد الرحمن الأعرج ومقرأ أهل الكوفة. { وَمَا هُوَ } يعني القرآن { بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } أي رجمه الله باللعنة. قال: { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } يقول للمشركين: فأين تعدلون عنه يميناً وشمالاً، كقوله تعالى: { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ }.
قال تعالى: { إِنْ هُوَ } يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } إلا تفكير { لِّلْعَالَمِينَ } يعني من آمن به يذكرون به الآخرة. قال: { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } أي: على ما أمر الله في تفسير الحسن. وقال مجاهد: { أَن يَسْتَقِيمَ }، أي أن يتّبع الحق، وهو واحد. { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ } أي: لا تقدرون على شيء لم يرده الله { رَبُّ الْعَالَمِينَ } أي الخلق أجمع.