التفاسير

< >
عرض

فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ
٨
كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ
٩
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ
١٠
كِرَاماً كَاتِبِينَ
١١
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
١٢
-الانفطار

تفسير كتاب الله العزيز

ثم قال: { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } أي: خلق الله كل إنسان في صورته، لا ترى اثنتين على صورة واحدة؛ فجعله إن شاء طويلاً وإن شاء قصيراً، وإن شاء جعله ذكراً، وإن شاء جعله أنثى. وقال مجاهد: إن شاء جعله حسناً، وإن شاء جعله قبيحاً.
ذكروا عن الضحاك بن مزاحم قال: يشبه الرجل الرجل وليس بينه قرابة إلا من قبل الأب الأكبر آدم عليه السلام. قال بعضهم: إنه وإن أشبه الرجل الرجل فإنه ليس على صورته كلها.
{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } أي: بالحساب، بأن الله يدين الناس يوم القيامة بأعمالهم.
قال: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } أي: حفظة يحفظون أعمالكم، أي: يكتبونها يعني بها الملائكة الذين يكتبون أعمال العباد.
قال تعالى: { كِرَاماً كَاتِبِينَ } أي: كراماً على الله، كاتبين أعمال العباد. قال تعالى: { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } أي: من الظاهر، فيكتبونه ولا يعلمون الباطن. قال تعالى في موضع آخر:
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [سورة ق:18].
ذكروا عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: الذكر الخفي الذي لا تسمعه الحفظة يضاعف على الذي تسمعه الحفظة سبعين ضِعفاً؛ فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى للعبد: إن لك عندي كنزاً لم يطلع عليه أحد غيري؛ وهو الذكر الخفي.
ذكروا عن بعضهم قال: إذا عمل العبد في العلانية عملاً وعمل في السر مثله قال الله للملائكة: هذا عبدي حقاً.