[ قال تعالى: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } أي: ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت
ولا قومك، ثم فسّره فقال: { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } أي: مكتوب].
قال تعالى: { وَيْلٌ يَوْمَئِذًٍ } يعني يوم القيامة { لِّلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ
الدِّينِ } أي: بيوم الحِساب، يوم يدين الله فيه الناس بأعمالهم.
قال تعالى: { وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ } أي: بيوم القيامة الذي فيه الحساب { إِلاَّ كُلُّ
مُعْتَدٍ } أي: من العدوان، وهو الشرك { أَثِيمٍ } أي آثم { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا } أي
القرآن { قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } أي: كذب الأَولين وباطلهم. قالَ الكلبي: إنه النضر
ابن الحارث.
قال تعالى: { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } تفسير الحسن: إنه
الذنب على الذنب حتى يموت القلب.
ذكروا عن حذيفة قال: القلب في مثل الكف، فيذنب العبد الذنب فينقبض،
ثم يذنب الذنب فينقبض، ثم يذنب الذنب فينقبض حتى يسمع الخبر فلا يجد في
قلبه سماعا فيحرم منه، فهو الران.
وقال بعضهم: إن الطبع طبع على قلوبهم بفعلهم الكفر. وقال الكلبي: إن
على قلوبهم الطبع، ألا تراه يقول: { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }.
قال تعالى: { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } أي: عن ثواب ربهم
لمحرومون. { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الْجَحِيمِ } أي النار { ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ
تُكَذِّبُونَ } أي: في الدنيا، يقال ذلك للمشركين وهم في النار.