التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
١٨
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ
١٩
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
٢٠
يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ
٢١
إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
٢٢
عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
٢٣
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
٢٤
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
٢٥
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
٢٦
-المطففين

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } أي: في صعود إلى الله. وتفسير مجاهد: عليّون في السماء السابعة. وقال كعب: عليون قائمة العرش اليمنى.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأَنعَما" .
قال عز وجل: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } قال الحسن: إنك لم تدر ما عليون حتى أعلمتك. قال عز وجل: { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } أي مكتوب، يكتب عليه في عليين.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم رفعنا له في عليين" .
قال: { يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } أي: مقربو أهل كل سماء، يشهدون كتاب عمل المؤمن حيث يرقم فيه، أي: يكتب فيه، يشهدون نسخه إذا نسخ، ويشهدون عليه يوم القيامة أنها أعمالهم. وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: إن أعمال بني آدم تنسخ من اللوح المحفوظ.
قال عز وجل: { إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَآئِكِ } أي على السرر في الحجال. { يَنظُرُونَ }. قال مجاهد: هي سرر من لؤلؤ وياقوت. { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } [يعني بريق النعيم ونداه. وقيل: حسنه وبريقه وتلألؤه] { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } [يعني الشراب]، وهي الخمر، قال عز وجل: { مَّخْتُومٍ } يعني الشراب { خِتَامُهُ مِسْكٌ } أي: عاقبته مسك في تفسير بعضهم. وقال مجاهد: ختم به آخر جرعة، وهو واحد.
قال: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } أي في الدنيا بالأعمال الصالحة.