التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ
٧
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
٩
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
١٠
فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً
١١
وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
١٣
-الانشقاق

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }.
ذكروا عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذي يحاسب حساباً يسيراً فقال: ذالكم العرض. قال: ولكن من نوقش الحساب فهو هالك.
ذكروا عن عبد الله بن عمر أنه قال: يوقف الله عبده المؤمن يوم القيامة على ذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا وذنب كذا، فيقول: نعم: يا رب أعرف. فيقول: أتعرف ذنب كذا فيقول: نعم يا رب أعرف، حتى إذا قرّره بذنوبه ورأى العبد في نفسه أنه قد هلك قال: فإني سترتها عليك في الدنيا وإني سأغفرها لك اليوم وأحطها عنك. ثم يعطى كتاب حسناته. وأما المنافقون والمشركون فإنه ينادي الأَشهاد:
{ هَؤُلآءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } [هود:18] أي: الكافرين.
قال تعالى: { وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ } أي إلى أزواجه من الحور العين { مَسْرُوراً }.
قال تعالى: { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } فإنه تخلع كفه اليسرى وتجعل خلفه فيأخذ بها كتابه. قال تعالى: { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } أي: بالويل والهلاك في النار. { وَيَصْلَى سَعِيراً } [أي: يكثر عذابه] ويشوى في النار.
قال تعالى: { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ } أي في الدنيا { مَسْرُوراً }. قال الحسن [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]
"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" .