التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
١٤
بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً
١٥
فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ
١٦
وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
١٧
وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ
١٨
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٢٠
وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ
٢١
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ
٢٢
وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
٢٣
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٤
إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٢٥
-الانشقاق

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } أي: إنه حسب أن لن يرجع إلى ربه. { بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } أي: إنه سيبعثه.
قال تعالى: { فَلآ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ } وهو شفق النهار إذا غابت الشمس. وتفسير الحسن: الشفق: الحمرة، وهو هذا الشفق عينه.
ذكروا أن جبريل صلى بالنبي عليه السلام العشاء في الوقت الأول حين غاب البياض من الشفق.
قال تعالى: { وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } أي: وما جمع، جمع خيراً كثيراً وشراً كثيراً مما عمل فيه الخلق.
قال تعالى: { وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } أي: استوى واستدار { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } قال الحسن: حالا بعد حال.
ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } قال النبي عليه السلام ليلة أسري به، أي: سماء بعد سماء. وبعضهم قال: أمراً بعد أمر؛ السماء تنشق مرة، ومرة تكون وردة كالدهان، ومرة كالمهل.
قال تعالى: { فَمَا لَهُمْ } يعني المشركين، { لاَ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ } أي: لا يصلون.
قال: { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } أي: بما يخفون في صدورهم من الكفر. { فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي: موجع، يعني عذاب جهنم.
{ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } استثنى الله من آمن وعمل الصالحات { لَهُمْ أَجْرٌ } أي: ثواب. وهو الجنة { غَيْرُ مَمْنُونٍ } أي: غير محسوب. كقوله تعالى:
{ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر:40]. وتفسير الحسن: غير ممنون عليهم مَنَّ أذى. والحمد لله رب العالمين.