التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ
٨
يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ
٩
فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ
١٠
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ
١١
وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ
١٢
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
١٣
وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ
١٤
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً
١٥
وَأَكِيدُ كَيْداً
١٦
فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً
١٧
-الطارق

تفسير كتاب الله العزيز

{ إِنَّهُ } أي: إن الله { عَلَى رَجْعِهِ } أي: على أن يبعثه بعد موته { لَقَادِرٌ } وبعضهم يقول: { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ } أي على رجع ذلك، أي النطفة، في الاحليل لقادر.
قوله: { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ } أي: تختبر وتظهر، يعني سرائر القلوب. وهو قوله:
{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب:72].
ذكروا أن ابن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ائتمن الله ابن آدم على ثلاث: على الصلاة ولو شاء قال صليت، وعلى الصوم ولو شاء قال صمت، وعلى الاغتسال من الجنابة ولو شاء قال قد اغتسلت ثم تلا هذه الآية: { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ }" .
قال تعالى: { فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ } من عذاب الله { وَلاَ نَاصِرٍ } أي: ينصره، وهذا المشرك.
ثم أقسم فقال: { وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } أي بالمطر عاماً فعاماً { وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } أي: بالنبات { إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلٌ فَصْلٌ } أي لقول حق { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } أي: بالكذب وقال مجاهد: بالعبث.
ثم قال: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } يعني المشركين، يكيدون بالنبي عليه السلام، وذلك لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي عليه السلام، وهو قوله تعالى:
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ } [الأنفال:30] قال تعالى: { وَأَكِيدُ كَيْداً } أي: أعذبهم في الدنيا والآخرة، فعذّبهم يوم بدر بالسيف، ويعذب كفار آخر هذه الأمة بالنفخة الأولى، ولهم عذاب النار في الآخرة. قال تعالى: { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي: قليلا. وهذا وعيد في تفسير الكلبي. وقال قتادة، قليلاً، { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي: ليوم بدر.