التفاسير

< >
عرض

وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ
٨
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ
٩
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ
١٠
وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى
١١
ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ
١٢
ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا
١٣
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
١٤
وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ
١٥
بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
١٦
وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٧
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ
١٨
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
١٩
-الأعلى

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى } أي: لعمل الجنة. { فَذَكِّرِ } أي: بالقرآن { إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى } أي: إنما ينتفع بالتذكرة من يقبلها.
قال تعالى: { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى } أي: من يخشى الله تعالى { وَيَتَجَنَّبُهَا } أي: يتجنب التذكرة { الأَشْقَى } أي: المشرك والمنافق { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى }، وهي نار جهنم، والصغرى نار الدنيا، كقوله:
{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً } [الواقعة:73] أي من النار الكبرى. قال: { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى } أي: ثم لا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة تنفعه.
قال عز وجل: { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } أي من آمن { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } وكانت الصلاة يومئذ ركعتين غدوة وركعتين عشية. وقال بعضهم: { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } أي زكاة الفطر { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } أي: صلاة العيد أي: أدّى زكاة الفطر قبل أن يخرج إلى المصلَّى.
ذكروا عن عمر بن عبد العزيز. ذكر بعضهم قال: كان صوم رمضان وأداء زكاة الفطر بعده بالمدينة، ولكن في القرآن أشياء نزلت بما يكون حتى تبلغ حدها ثم يعمل بها.
قال: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } وهي تقرأ على وجهين: { تُوثِرُونَ } { وَيُؤثِرُونَ } فمن قرأها { تُؤثِرُونَ } يقولها للمشركين، أي: تزعمون أن الدنيا باقية وأن الآخرة لا تكون. ومن قرأها { تَؤثِرُونَ } فهو يقول للنبي عليه السلام: { بَلْ يُؤثِرُونَ }، يعني المشركين الحياة الدنيا. { والآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي: هي خير من الدنيا؛ الدنيا لا تبقى والآخرة باقية، يعني بهذا الجنة.
قال تعالى: { إِنَّ هَذَا } تفسير الحسن: يعني القرآن { لَفِي الصُّحْفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسَى } تفسير بعضهم: فيها أن الآخرة خير من الدنيا وأبقى لكم.