التفاسير

< >
عرض

وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ
١٢
-التوبة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ } قال بعضهم: من أئمة الكفر أبو سفيان وأمية بن خلف وأبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وسهيل بن عمرو، وهم الذين نكثوا العهد بينهم وبين نبي الله وهمّوا بإخراجه من مكة.
قال: { إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } أي لا عهد لهم { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } أي لعل من لم يقتل منهم أن ينتهي عن كفرة مخافة القتل.
وفي تفسير الكلبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وادع أهل مكة سنين، وهو يومئذٍ بالحديبية، فحبسوه عن البيت، وصالحوه على أنك ترجع عامك هذا، ولا تطأ بلدنا، ولا تنحر البدن بأرضنا، وأن نخليها لك عاماً قابلاً ثلاثة أيام، ولا تأتينا بالسلاح. إلا سلاحاً يجعل في قرابه، وأنه من صبا إليك منا إلينا ردّ. فصالحهم رسول الله على ذلك، فمكثوا ما شاء أن يمكثوا.
ثم إن حلفاء رسول الله من خزاعة قاتلوا بني أمية من كنانة، فأمدت بنو أمية حلفاءهم بالسلاح والطعام. فركب ثلاثون رجلاً من حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة، فيهم بديل بن ورقاء؛ فناشدوه الله والحلف. فأُمِر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعِين حلفاءه، فأنزل الله على نبيه: { وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ }، أي لا عهد لهم { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }.