قوله: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} يعني النبي صلى الله عليه وسلم. [قال السدي: أي:
من جنسكم] { عَزِيزٌ عَلَيْهِ} أي شديد عليه { مَا عَنِتُّمْ} أي: ما ضاق بكم. وقال
الحسن: ما ضاق بكم في دينكم. { حَرِيصٌ عَلَيْكُم} أي: على أن تؤمنوا.
{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} أي: إنما يرأف بالمؤمنين الذين تجب لهم الرأفة، ولا
يرأف بغيرهم ممن نزع الله الرأفة عنهم.
قوله: { فَإِن تَوَلَّوْا} أي: أعرضوا عن الله وعما بعث به رسوله { فَقُلْ}: يا
محمد { حَسْبِيَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ}.
ذكروا عن ابن عباس قال: لا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه.
ذكروا عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: إن آخر القرآن بالسماء عهاً هاتان
الآيتان: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالمُؤْمِنِينَ
رَءُوفٌ رَّحِيمٌ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ
العَظِيمِ}.