التفاسير

< >
عرض

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
١٦
مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ وَفِي ٱلنَّارِ هُمْ خَٰلِدُونَ
١٧
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَىٰ ٱلزَّكَٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـٰئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ
١٨
-التوبة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا } أي: فلا يفرض عليكم الجهاد { وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ } أي: ولما يعلمكم فاعلين لما فرض عليكم، وهو علم الفعال. { الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً }. أي: دخلا. وقال بعضهم: بطانة، وهو واحد. أي: مثل ما صنع المنافقون: { إِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ } أي: إلى الكفار المشركين { قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ } [البقرة:14] أي: في المودة والهدى. قال الله: { وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.
قوله: { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ } وهذا كفر الشرك، وهذا حين نفي المشركون من المسجد الحرام.
قوله: { شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ } يقول: كلامهم يشهد عليهم بالكفر. { أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } في الدنيا والآخرة. { وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }.
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ } يعني الكعبة لأنها مسجد جميع الخَلْقِ، إليها يؤُمُّون. { مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الأَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ } وعسى من اللهِ واجبة.