التفاسير

< >
عرض

إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ
٨
أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ
٩
عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ
١٠
أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ
١١
أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ
١٢
أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
١٣
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ
١٤
كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ
١٥
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
١٦
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
١٧
سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ
١٨
كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب
١٩
-العلق

تفسير كتاب الله العزيز

قال تعالى: { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } أي: المرجع يوم القيامة.
قال الله عز وجل: { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى } نزلت في أبي جهل؛ كان ينهى النبي عليه السلام عن الصلاة { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى } يعني النبي عليه السلام؛ أي: إن محمداً على الهدى { أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى } وهو محمد عليه السلام أمر العباد بطاعة الله. { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى } يعني أبا جهل، كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله، أي: قد كذب وتولّى. قال عز وجل: { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى } أي: يرى عمله.
{ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } يعني أبا جهل، عن كفره وتكذيبه { لَنَسْفَعاً } أي: لنأخذن { بِالنَّاصِيَةِ } اي: ليجرّن بالناصية، أي: ناصية أبي جهل، أي تجره الملائكة بناصيته، تجمع بين ناصيته وقدميه من خلفه فتلقيه في النار. وهو مثل قوله تعالى:
{ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ } [الرحمن:41] قال عز وجل: { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } وهي ناصية أبي جهل، وهو الكاذب الخاطىء المشرك.
{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي فليدع أبو جهل إذا دعونا بالزبانية، خزنة جهنم فجروا بناصيته إلى النار، فليدع حينئذ ناديه. قال بعضهم: عشيرته. وقال الحسن: جلساءه، أي: فليمنعوه من ذلك.
قال تعالى: { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ } أي: لا تطع أبا جهل فيما يأمرك به، يقوله للنبي عليه السلام. { وَاسْجُدْ } أي: وصل لربك { وَاقْتَرِبْ } وهو الدنوّ. أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً. ذكروا عن كعب قال: إن أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً، واغتنموا الدعاء عند نزول المطر. وقال الحسن: أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً ثم تلا هذه الآية: { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }.