التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٣
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولقَدْ أهْلكنا القُرونَ مِنْ قبْلكُم } يا أهل مكة { لما ظَلمُوا } أنفسهم بالشرك، واستعمالها فى المهلكات { وجَاءتْهم رسُلُهم بالبيناتِ } الدلائل على صدقهم، والواو عاطفة على ظلموا عطف سابق على لاحق، أو يقدر وجاءتهم رسلهم بالبينات فلم يؤمنوا بدليل ما بعد، أو يعنى ما بعد عن التقدير، فتكون لعطف لاحق على سابق، أو هى للحال على تقدير قد، ولم يشترط البصريون تقديرها.
{ وما كانُوا ليؤمِنُوا } بهم لفساد قلوبهم وخذلانهم، وسبق الشقاوة فأهلكوا بتكذيبهم حين لا حكمة فى إبقائهم، وذلك مستأنف أو عطف على ظلموا، أو جاءتهم رسلهم، أو حال من هاء جاءتهم، وعلى الاستئناف وهو معترض بين كذلك وأهلكنا.
{ كَذَلكَ } أى مثل ذلك الإِهلاك، فإنه جزاء على تكذيبهم، أو قدر مثل ذلك الجزاء وهو الإهلاك فى مقابلة التكذيب { نَجْزى } وقرئ يجزى بالمثناة التحتية { القَوم المجْرمينَ } أى قوم كانوا، فاحذروا يا أهل مكة أن تكونوا منهم، أو نجزيكم يا أهل مكة لتكذيبكم كمن قبلكم، فوضع الظاهر موضع المضمر إعلاما بكمال جرمهم، وأنهم فيه مشاهير.