التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
٥٧
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يا أيُّها النَّاسُ } هذا على عمومه، وقيل: أهل مكة، وقيل: قريش { قَدْ جاءتْكُم موْعِظةٌ } هى القرآن، ونكر تعظيما، والوعظ قول يأمر بمعروف، ويزجر من منكر، ويرفق تارة، ويغلظ أخرى، ويوعد ويعد، وقيل: الوعظ زجر مقترن بتخويف، وقال الخليل، تذكير بخير فيما يرق له القلب، وقيل: الدلالة على ما يدعو إلى الإصلاح بطريق الرغبة والرهبة، قبل النطق بالحكمة العلمية الكاشفة عن محاسن الأعمال ومفاتيحها الفرعية، فى المحاسن الزاجرة عن القبائح، وبالحكمة النظرية، وذلك كله صفة القرآن العزيز.
{ مِنْ ربِّكُم } لا من عند محمد أو غيره { وشِفاءٌ } إزالة، فاللام بعد للتقوية، أو دواء واللام على أصلها { لما فى الصُّدورِ } من الشكوك والعقائد الفاسدة، والجهات لا المهلكة، تشبيه ذلك بالمرض، كما دل عليه بلفظ الشفاء، بل داؤه أضر من ذلك المرض، وخص الصدر للذكر، لأنه موضع القلب الذى هو أفضل عضو، والموعظة والشفاء عامَّان بمعنى أنه فى نفسه شفاء ولو لم يستشف به الكافر.
{ وهدًى } إيصال الى الحق واليقين، وتوفيق إليهما { ورحْمةٌ للمؤمنينَ } الذين سبقت لهم السعادة خاصة إذ نجوا به إلى نور الإيمان، درجات الجنان، من ظلمات الضلال، ودركات النيران.