التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ
٧
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنَّ الَّذِينَ لا يرْجُون لقاءَنا } أى لا يطمعون أن يلقونا على خيرٍ وثواب لإنكارهم البعث، فهم لا يعلمون ليصلوا الخير والثواب، وهذا أولى من تفسير الرجاء بالخوف أو التوقع.
{ ورَضُوا بالحَياةِ الدُّنيا } من الآخرة فهم فى طلبها معرضين عن الآخرة لإنكارهم إياها { واطْمأنُّوا بها } سكنوا فيها سكون من لا يزعج عنها، فبنوا شديداً، وأملوا بعيداً، أو سكنوا إليها، وقصروا هممهم على لذائذها وزخارفها.
{ والَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتنا غَافِلُونَ } لا يتفكرون فيها، لانهماكهم فيما يضادها، والآية دالة على التوحيد كلها، وعن ابن عباس: محمد والقرآن، والعطف من عطف الصفة على أخرى لموصوف واحد، كقولك: جاء زيد الكريم والعالم، تُريد جاء زيد الذى هو كريم عالم، فيكون ذلك وعيداً على الجمع بين إنكار البعث والانهماك فى الشهوات، بحيث لا تخطر الآخرة ببالهم، وبين الإعراض عن الآيات أصلا، أو من عطف ذات على أخرى، فالأولون من أنكروا البعث، والآخرون من آمن به، وألهاه أمر الدنيا عن التفكر فى الآيات والاستعداد له.