التفاسير

< >
عرض

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً
٥
-العاديات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَوَسَطْنَ بِهِ } اي بالنقع او بالعدو او بالمذكور من الاغارة او في ذلك الوقت ومن ارجع الهاء في فاثرن به نقعا للمكان لم يرجع الهاء هنا اليه بل للنقع مثلا. *{ جَمْعاً } جماعة من الاعداء قاله ابن عباس وجماعة وقال علي وابن مسعود المراد الابل وجمع مزدلفة وقرئ بتشديد السين للمبالغة او للتعدية فعليها الباء زائدة للتاكيد والهاء للنقع او للعدو باسكان الدال او للمذكور من الاغارة.
وعن ابن عباس كنت جالسا في الحجر فجاء رجل فسألني عن العاديات ضبحا فسرتها له بالخيل فذهب الى علي وهو تحت ساقية زمزم فسأله وذكر له ما قلت فقال دعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتى للناس بما لا علم لك به والله لان كانت اول غزوة في الاسلام بدر وما كان معنا الا فرسان العاديات ضبحا الابل من عرفة الى مزدلفة الى منى فان صحت الرواية فقد استعير الضبح للابل كما استعير المشافر والحافر للانسان والسفتان للمهر والثفر للثور والضبح عند بعضهم لا يكون لا للفرس والكلب والثعلب وقيل الضبح بمعنى الضبع ضبحت الابل وضبعت هزت اصباعها في السير وهو ضعيف وممن خص الضبح الذي هو صوت المذكور بالفرس والكلب والثعلب.
ابن عباس وانما تضبح هذه الحيوانات اذا تغيير حالها من تعب او فزع من قولهم ضبحته النار اذا غيرته وقيل المراد بذلك كله الخيل وان اراتها النار تهيج الحرب ونار العداوة بين اصحابها، عن ابن عياش الخيل تغزوا في سبيل الله ثم تأوي في الليل فيوري اصحابها نارهم لطعامهم وقيل الايراءة مكر الرجل في الحرب يقال اما والله لقدحنا لك ثم لاورين لك وقول علي لا يتعبن بجواز كون القسم وقع بمطلق جماعة الخيل او الاتية بعد وقد مر عن بعض ان الخيل يوم بدر ثلاثة واقسم الله بالخيل او بالابل لما فيها من المنافع الدينية والدنيوية وفي الابل الحجية ترغب في الحج وتعريض بمن لم يحج حيث اقسم على الكند وهو الكفر فان جواب القسم هو قوله: { إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ }.