التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ
٤
-التكاثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } توكيد لفظي معطوف بثم وهو على التحقيق داخل في العطف لا في التوكيد اللفظي في الإصطلاح وكان العطف بثم اشعارا بأن هذا الإنذار الثاني أبلغ وأشد من الأول كما نقول إذا بالغت في النصح أقول لك ثم أقول لك لا تفعل أو الأول عند الموت أو في القبر والثاني عند المشهور مرادا بكل واحد ما لم يرد بالآخر فلا توكيد قال علي كلا سوف تعلمون في القبر ثم كلا سوف تعلمون في البعث، قال الفخر وفي الآية تهديد عظيم للعلماء فإنها تدل على أنه لو حصل اليقين لتركوا التفاخر والتكاثر فالويل للعالم الذي لا يكون عاقلا ثم الويل له وقيل المعنى سيعلم من أعرض عني أنه لا يجد مثلي كقوله:

ستذكرني إذا جربت غيري وتعلم أنني لك كنت كنزا

وقيل الخطاب بالزول للكافرين وبالثاني للمؤمنين أو بالعكس وقيل قرأ الأول بالمثناة التحتية والمراد الكافرون والثاني بالفوقية خطابا للمؤمنين.