التفاسير

< >
عرض

لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ
٦
-التكاثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ } ليس جواب لو الإمتناعية لثبوته وتحققه وتوكيده بالنون بل جواب قسم محذوف أكد به الوعيد وأوضح به ما أنذرهم منه بعد ابهامه تفخيما على القاعدة في الإيضاح بعد الإبهام ورؤية الجحيم دخولها والصلى بها فالمخاطبون المشركون قاله ابن عباس وقيل الخطاب للناس فالرؤية والنظر والورود وإن منكم إلا وأوداها يتكردس فيها الكافر وينجو المؤمن والأصل لترءيونن باسكان الراء وفتح الهمزة وهي عين الكلمة وضم الياء وهي آخر الفعل وإسكان واو الجماعة بعدها وإثبات نون الرفع بعدها نون التوكيد الشديدة نقلت فتحة الهمزة للراء وحذفت الهمزة وحذفت ضمة الياء للثقل فالتقى ساكنان حذفت الياء أو لما تحركت بعد فتحة قلبت ألفا ولو كان ما بعدها ساكنا فالتقى ساكنان فحذفت الألف أو وردت واو الجماعة على الألف فحذفت الألف وحذفت النون الأولى لكراهة أمثال زوائد فالتقى ساكنان واو الجماعة والنون المدغمة فضمت واو الجماعة فهي الواو المقروئة ولو حذفت الواو لم يدل عليها دليل لإنفتاح ما قبلها ولو ضم ما قبلها لكان الإجحاف بالهمزة وحركتها مع آخر الكلمة ولن تحرك النون محافظة على الأصل ولم تحذف لأن الحذف تصريف وهو غير متأصل في الحرف ولأن الحذف يوهم أن الباقية نون الرفع ولو حذفت المدغمة والمدغم فيها فات التوكيد ولا يدرى بحذفه وإنما لم تقلب الواو ألفا مع تحركها بعد فتح إذ حركت بالضمة لعروض حركتها.
وقرئ ترءن بالهمزة بدلا من الواو التي هي ضمير بعد راء مفتوحة فقد وقعت الهمزة ضمير الجماعة وهي قراءة مستكرهة لعروض ضمت الواو وإنما تقلب الواو همزة قياسا إذا ضمت أصالة وقرئ لترون بالبناء للمفعول من الإراءة متعد إثنين لدخول همزة التعدية على رأي الأول الواو والثاني الجحيم.