التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ
٧
-التكاثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ثُمَ لتَرَوُنَّهَا } توكيد لفظي معطوف بثم دلالة على أن هذا انذار أشد من الأول أو ليس هناك تأكيد ولكن الرؤية الأولى هي الرؤية من مكان بعيد والثانية ورودها بالحضور أو بالدخول أو الأولى للمعرفة والثانية للنظر أو الحضور أو الدخول أو عكس ذلك وقرأه بالبناء للمفعول من قرأ الأول بالبناء له وقد نسبت هذه القراءة لابن عامر والكسائي والتحقيق أن هذه قراءتهما في الأول وأما لترونها فقرأه بالبناء للفاعل كالباقين.
{ عَيْنَ اليَقِينِ } الرؤية التي هي نفس اليقين فإن علم المعاينة والمشاهدة أعلى مراتب اليقين والإضافة في علم اليقين وعلم اليقين للبيان والمراد لترونها بالمعاينة قال بعضهم اليقين النار والإقرار باللسان فتيلة والعمل زيد وابتداء اليقين بالمكاشفة ثم المعاينة والمشاهدة، واليقين يحصل عند كمال المعرفة ولهذا كانت متفاوتة بأن اليقين على ثلاث مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين فما كان على طريق النظر والإستدلال فعلم اليقين وهو للأولياء، وما كان من طريق المكاشفة فعين اليقين وهو لخواص الأولياء وما كان بطريق الغيب فحق اليقين وهو للأنبياء عليهم الصلاة و السلام وأما حقيقة حق اليقين فمن خواص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واعلم أن للإيمان درجات الأولى درجة الإثبات والثانية درجة الظن إذا ثبت الإيمان وتحقق انتقل إلى درجة هي أقوى من الأولى وهو الظن الذي مدح الله به المؤمنين في قوله
{ يظنون أنهم ملاقوا ربهم } فيما قيل وهو معنى يقرب من اليقين وليس شكا ولا رجحانا، الثالثة درجة العلم وهو مترتب على الظن الذي هو الدرجة الثانية وهو نور يقدف في القلب، والرابعة درجة اليقين وأقل اليقين إذا وصل القلب نفى عنه كل ريب وهو قليل الوجود من أقل ما أوتينا إذا وجد منه بعض نفي كل ريب وملأ القلب نورا وشكرا وخوفا قيل أول المقامات المعرفة ثم اليقين ثم التصديق ثم الإخلاص ثم المشاهدة ثم الطاعة ومن أعلام اليقين النظر الى الله في كل شيء والرجوع اليه في كل أمر والإستعانة به في كل حال، قال بعضهم اليقين هو علم مستودع في القلب فهو غير مكتسب وقيل هو تحقيق الأسرار بحكم المغيبات وقيل العلم بمعارضة الشكوك واليقين لا شك فيه إشارة إلى العلم الكسبي وقيل استقرار العلم الذي لا يتحول ولا يتغير في القلب وقيل المكاشفة وقيل رؤية العيان بقوة الإيمان.