التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ
٢
-العصر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ الإِنْسَانَ } الجنس *{ لَفِي خُسْرٍ } خسران في أعمالهم وصرف أعمارهم في الدنيا معرضين عن الآخرة فتلك تجارة خاسرة لفوات الجنة إياهم ونكر خسرا تعظيما ويدل على أن المراد بالإنسان الجنس الإستثناء منه هو استثناء متصل والمستثنون ليسوا في خسر وقيل المراد الجنس والكل الخاسر لكن خسر المستثنين لا يضرهم فكأنهم لم يخسروا فلذلك استثنوا ذلك إن الإنسان كائنا ما كان لا يخلو من خسر لأن كل ساعة مرت عليه ولم يعمل فيها طاعة أو عمل فيها معصية أو عمل فيها طاعة وهو قادر على طاعة أولى منها فقد خسرها، واعلم أن الأسباب الداعية الى الآخرة خفية بخلاف الداعية إلى الدنيا ولذا أكثر أهل الدنيا وعلى الأول فلفظ الإنسان شامل للكافر والمؤمن ومعناه خاص بالكافر بدليل استثناء المؤمن وقيل المراد أبو جهل فالإستثناء منقطع فإن أبا جهل لا يصدق على المؤمنين ولا يشمل غير الواحد وكذا قيل المراد أبو لهب فإن أيامهما كلها حسرة.