التفاسير

< >
عرض

إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيْفِ
٢
-قريش

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِيلاَفِهمْ } فيه القراءتان السابقتان الأفهم والفهم وهو بدل من الأول أو بيان *{ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ } مفعول لإيلافهم جاء بالإيلاف أولا مبهما أعني غير مقيد بالمفعول وجاء به ثانيا مقيدا وذلك تفخيم لنعمة الإيلاف وأنه هيأ لهم الرحلة حتى ألفوها ولم ينغصها عنهم لفتنة أو غيرها ويقدر مضاف أي ورحلة الصيف أو يراد برحلة ما يعمهما لأمن اللبس وإن قلت لو قدر مضاف لنصب الصيف نوبا عنه جاز قلت بقاءه مخفوضا لذكر مثل المضاف وكانوا يرحلون في كل عام رحلتين إلى الشام رحلة في الشتاء ورحلة الصيف يستعينون بهما على التجارة والمقام بمكة لخدمة البيت، وعن ابن عباس يرحلون في الصيف إلى الطائف حيث الماء والظل وفي الشتاء إلى مكة وقيل في الشتاء الى اليمن لأنها حارة وفي الصيف إلى الشام لأنه بارد ويمتارون لمطعمهم ويتجرون واليمن أذنى إلى مكة ووافقهم أيضا في الشتاء وذلك مذهب الجمهور ثم اخصب اليمن فألفوا طعامهم أهل البحر القوه بجدة على السفن وأهل البر بالمحصت على الإبل والحمير وأخصب الشام فحملوا الى مكة وأناخوا بالأبطح فكفاهم الله مأونة الرحلتين وكانوا في مجاعة حتى جمعهم هاشم على الرحلتين فكانوا يقتسمون ربحهم بين الفقير والغني فكان فقيرهم كغنيهم وهو أول من رحل الإبل إلى الشام وحمل منه القمح قال الشاعر:

قل للذي طلب السماحة والندا هلا مررت بآل عبد مناف
هلا مررت بهم تريد قراهم متنقلا بهم من الكفاف
الرائشين وليس يوجد رائش والقائمين هلم للأضياف
والخالطين غنيهم بفقيرهم حتى يكون فقيرهم كالكافي
والقائمين بكل وعد صادق والراحلين رحلة الإيلاف
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مستنون عجاف
سفران بينهم له ولقومه سفر الشتاء ورحلة الأصياف

وقيل الرحلتان لفلسطين والله أعلم بصحته، وقرئ بضم الراء فالمراد الجهة التي يرحل اليها واختلف القراء العشرة على إزالة ياء إيلافهم في الخط واختلفوا في ياء إيلاف قريش ولذلك نكتبها بالحمرة.