التفاسير

< >
عرض

إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ
٣
-الكوثر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ شَانِئَكَ } مبغضك *{ هُوَ الأَبْتَرُ } المنقطع وروي ان القاسم مات بمكة ومات ابراهيم بالمدينة ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش اصبح محمد ابتر فنزلت اي إن من ابغضك هو الذي لا عقب له لا يبقى منه نسل ولا حسن ذكروا ما انت فيبقى نسلك وذكرك بالخير والشرف الى يوم القيامة والمؤمنون بعدك الى يوم القيامة اولادك وعقبك وتذكر في المنابر والصلوات والاذان والمساجد وغير ذلك وعلى السنة العلماء يبدأ بذكري ويثني بذكرك ولك في الاخرة ما لن يوصف والابتر هو الذي مات لم يذكر الا بلعنة وكانوا يقولون محمد ابتر اذ مات مات ذكره وقيل نزلت في العاصي بن وائل سماه الابتر، والابتر هو الذي لا عقب له وكان كذلك، وحمار ابتر لا ذنب له قيل سماه ابتر عند موت القاسم فقلب له التسمية عليه ردا عن نبيه صلى الله عليه وسلم وقيل الابتر المنقطع عن كل خير وقال عكرمة وغيره مات ولد له صلى الله عليه وسلم فقال ابو جهل بتر محمد فنزلت السورة ان ابا جهل لعنه الله هو المقطوع من الرحمة وكل شان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ابتر يوم القيامة لا شفيع له ولا حميم وروي ان العاصي ابن وائل السهمي التقي مع النبي صلى الله عليه وسلم عند باب المسجد وتحدث معه وانس من اشرف قريش في المسجد فلما دخل العاصي قالوا من الذي تتحدث معه فقال ذلك الابتر يعني النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد توفي ابن له زاده الله شرفا من خديجة فنزلت.
وروي ان العاصي لعنه الله اذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعوه فانه ابتر لا عقب له فاذا هلك انقطع ذكره فنزلت، وعن الحسن ان مبغضك ينقطع امره دونك فلا يبلغ ما يامل فيك عن ابن عباس نزلت في كعب بن الاشرف وجماعة من قريش قالوا لما قدم من مكة نحن اهل السقاية والسدانة وانت سيد اهل المدينة فنحن خير ام هذا الصنوبر فنزل
{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا } الآية في كعب ونزلت فيمن قال ابتر هذه السورة والصنوبر النحلة المنفردة يدق اسفلها او التي تخرج من اصل اخري بلا غرس او سعفات تنبت في النخلة او في اصلها تضرها ودواؤها قطع تلك الصنابر وارادوا انه اذا ماتوا استراحوا منه او الوحيد الضعيف الذي لا ولد له ولا عشيرة ولا ناصر.
اللهم ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبركة السورة اخز النصارى واهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم صلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم.