التفاسير

< >
عرض

وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ
٥
-الكافرون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ } في الماضي.
*{ مَا أَعْبُدُ } في الحال المستمر اليها ما قبلها المستمرة إلى ما بعدها وما في قوله ما أعبد في الموضعين وقعت للعالم كقولهم سبحان ما يسبح الرعد بحمده أو أشير بها للصفة والصفة غير عالمة كأنه قيل لا تتبعون الحق بل الباطل أو طوبق بها ما في قوله ما تعبدون وقوله ما عبدتم وهي لغير العالم لأنها للأصنام ولا يقال هلا قيل ولا أنتم عابدون ما عبدت فيطابق قوله ما عبدتم لأنا نقول هم مشهورون قبل البعثة بعبادة الأصنام فوافقهم الماضي والنبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله قبل البعثة كما بعدها لكنه لم تشتهر عبادته قبلها وإنما اشتهرت في حال البعث والإنذار فكأنه لم يعبده إلا في الحال فوافقه مضارع الحال أو لأنه لم يكن قبلها يعبده بهذه العبادة الموجودة بعد البعث وهو صلى الله عليه وسلم لم يعبد الصنم حاشاه في الجاهلية فكيف بعد البعث وقيل إن ما في قوله ما أعبد في الوضعين مصدرية والمصدر مفعول مطلق أي لا أنتم عابدون عبادتي وهي عبادة لله وفيه السلامة من وقوع ما للعالم ومن التأويل ويجوز كون ما في الموضعين الآخرين بفتح الخاء مصدرية وأجاز بعضهم أن يكون كل واحد من المضارعين أو الوصفين للحال والآخر للإستقبال ويجوز أن يكون ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد تأكيدا لقوله لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد لأن الموضع أحوج إلى التوكيد حيث راجعوا النبي صلى الله عليه وسلم بأقبح الأشياء وهو الشرك طلبوا منه أن يكون مشركا ويجوز أن يكون التكرار مراد به مطابقة لقولهم أعبد ألهتنا عاما ونعبد إلهك عاما وهكذا.