التفاسير

< >
عرض

لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ
٢٢
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لا جَرَم } لا بد من { أنهم فى الآخرِةِ هُم الأخْسَرون } دون من آمن بالله ورسوله وعمل صالحا، كما يفيده الحصر، فاسم التفضيل خارج عن معناه، أو دون من آمن ولم يعمل صالحا، فإنه خاسر، ولكنهم أخسر، فاسم التفضيل على معناه، والفريقان باعوا منزلهم فى الجنة بمنزل فى النار، فذلك خسرانهم فى الآخرة، وما ذكرته من أن لا جرم بمعنى لا بد، وأنهم الخ بتقدير الجار خبر لا، هو ما يظهر لى، وهو قول الفراء، وقيل: لا جرم معنى حقا، فيكون أنهم الخ فى التأويل فاعلا له، إذ ضمن معنى المصدر الرافع للفاعل نيابة من فعله، وقد تقدم الكلام فى ذلك، وأعقب الله سبحانه وتعالى ذكر أموال الكفرة فى الدنيا، وخسرانهم فى الآخرة بذكر أحوال المؤمنين فى الدنيا، وربحهم فى الآخرة إذ قال: { { إنَّ الَّذينَ آمنُوا وعملُوا الصَّالحاتِ وأخْبتُوا إلى ربِّهم } }.