التفاسير

< >
عرض

قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
٢٨
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قالَ يا قَومْ أرأيتُم } أخبرونى { إنْ كُنتُ عَلى بيِّنةٍ } يقين فى أمر جلى { مِنْ ربِّى } أومن به { وآتانِى رحْمةً مِنْ عِنْدهِ } معجزة ونبوة كذا ظهر لى، ثم رأيته لجار الله، وأجاز أن تكون الرحمة نفس البينة، ولا إشكال عليه فى الإفراد فى قوله:
{ فَعُمِّيتْ } أى خفيت، وأما على ما ذكرت فإنما أفرد ولم يقل عميتا، لأن خفاء المعجزة يوجب خفاء النبوة، أو الأصل عميت بعد البينة، فحذف اختصارا، أو لأن الضمير عائد على كل واحدة، وقرأ حمزة، والكسائى، وحفص بضم العين وتشديد الميم أى أخفيت، وقرأ أبى: فعماها بالتشديد، أى عماها ربى، أى أخفاها بمعنى أنه لم يوفقهم وتركهم وتصميمهم على الكفر { عَليْكُم } فلم نهدكم إذ خفيت أو وصفت بأنها عميا فى قراءة الجمهور، ومجعولة عميا فى قراءة الكسائى، وحمزة، وما كان لا يبصر لا يهدى غيره.
{ أنلْزِمُكمُوها } أنكرهكم على الاهتداء بها بالخبر، والاستفهام إنكار، وقرأ بعض بإسكان الميم الأولى تخفيفا، وقيل: إنه لحن، ولكن اختلست اختلاسة خفية ضمتها، فظنها الراوى إسكانا { وأنتُم لَها كَارهُون } إذ لا إكراه فى الدين، لأنه مبنى على الاختيار ليثاب ويعاقب عليه.