التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ
٦٢
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قالُوا يَا صَالحُ قَدْ كُنتَ فِينَا } متعلق بكنت، أو حال من التاء، أو من المستتر فى قوله: { مَرْجوَّا } نرجوك أن تكون فينا سيدا مقدما علينا، كما قال ابن عباس والجمهور، أو مستشارا فى الأمور، أو لما نرى فيك من مخايل الرشاد، وقد كان يغنى الفقير، ويعين الضعيف، أو أن توافقنا فى الدين { قَبْل هَذا } قبل ادعائك النبوة، وقد انقطع رجاؤنا عنك بعده.
{ أتنْهانا أنْ نَعْبد } عن أن نعبد المضارعان للحال حقيقة { ما يعْبُد آباؤنَا } من الأصنام، وهذا لحكاية الحال الماضية كأنها حاضرة { إنَّنا لفى شكٍّ مما } من للابتداء، فإن الشك آتاهم مما دعاهم، أو بمعنى فى متعلق بشك { تدْعُونا إليْهِ } من التوحيد والأحكام { مُريبٍ } أى موقع فى الريب وهو الشك، من أرابه إذا جعله شاكا أو معنى ذى ريبة أى شك، على أن الشك هو بنفسه شاك على الإسناد المجازى، فهو على هذا كقولهم فى المبالغة والتوحيد ليلة لبلاد، وليل لائل.