التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ
٧٤
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فلمَّا ذَهبَ } زال { عَنْ إبراهيم الرَّوْع } الخوف واطمأن بمعرفته أنهم ملائكة، وأنهم فى شأن قوم لوط { وجاءتْهُ البُشْرى } بالولد { يُجادِلنا } أى يجادل رسلنا، أو مجادلتهم مجادلته تعالى { فى قَوْم لُوطٍ } فى شأنهم، وما جداله إلا قوله: { { إن فيها لوطا } وليس ردا لكلام الله وملائكته حاشاه، فكأنه قيل: يكلمنا ويطلبنا، وقيل: إنه قال للملائكة أيهلكون قوما فيهم خمسون من المؤمنين؟ قالوا: لا، قال: فأربعون؟ قالوا: لا، قال: فثلاثون؟ قالوا: لا، ومازال حتى قال: فخمسة؟ قالوا: لا، وقال: فواحد؟ قالوا: لا، قال: إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجيه وأهله إلا أمرأته.
وقيل: قال: أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن؟ قالوا: لا، قال: فأربعون؟ قالوا: لا، قال: فأربعة عشر؟ قالوا: لا، قال: فواحد؟ قالوا: لا، قال: إن فيها لوطا؟ قالوا: نحن أعلم بمن فيها، الآية ويأتى فى سورة العنكبوت خلاف ذلك إن شاء الله، وفى رواية: أربعون، وثلاثون، وعشرون، وعشرة.
وروى عن الكلبى أنه سأل ربه ألا يهلك لوطا وأهله، وأن يعفو عن قوم لوط بتأخير العذاب لعلمهم يؤمنون، قيل: كان فيهم أربعة آلاف ألف، ويجادلنا جواب لما، وقع جوابها مضارعا قيل: أجاز ابن عصفور ذلك، وقيل: إن الجواب جاءته البشرى، وزيدت فيه الواو، قلت: هذا ضعيف لا يعود عليه، وقيل الجواب محذوف، ويجادلنا حال معمول لمحذوف، أى أقبل أو شرع يجادلنا، ذكر ابن هشام بعض ذلك، وقيل: الجواب محذوف، ويجادلنا مستأنف دال عليه أى اجترأ على خطابنا، أو فطن لمجادلتنا، أو قال كذا وكذا، وقيل: الجواب يجادلنا جئ به مضارعا لحكاية الحال، وقيل: إن لما ترد المضارع إلى معنى الماضى، فكأنه قيل جادلنا.