التفاسير

< >
عرض

وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَٰمِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ
٩٣
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ويَا قَوْمِ اعْملُوا على مَكانتِكُم } جهتكم التى أنتم عليها من الشرك والمعاصى وعداوتى، فهو تأنيث المكان بمعنى الموضع، أو على تمكنكم وقوتكم فى ذلك، فهو مصدر مسكن الثلاثى، وقيل: على حالتكم، وذلك أمر تهديد وتخويف بالعذاب إن تثبتوا على دينهم، وقرأ أبو بكر مكاناتكم بالجمع.
{ إنِّى عامِلٌ } على مكانتى { فَسوفَ } أدخل الفاء فى الأنعام تنبيها على أن ما بعدها مسبب عن الإصرار على العمل على مكانتهم، ولم يدخلها هنا لأن ما هنا جواب سؤال، كأنه قيل: فماذا يكون إن عملنا على مكانتنا وعملت، وللتفنن فى العبادة والبلاغة، والتجريد فى الاستئناف البيانى كما هنا أبلغ فى التهويل، لأنه استئناف محض.
{ تعْلَمونَ مَنْ يأتيهِ عذابٌ يُخْزيهِ } من مفعول لتعلمون بمعنى تعرفون، وهى موصولة، ويجوز أن تكون استفهامية مبتدأ خبرها الجملة بعدها، والمجموع مفعول ليعلم باقيا على بأنه ساد مسد مفعولين للتعليق { ومَنْ هُو كاذِبٌ } فى قوله عطف على من يأتيه عذاب يخزيه، ففى هذا أيضا الوجهان الوصل والشرط، وكل من إتيان العذاب المخزى والكذب متعلق بهم، وعائد إليهم، ولكن جاء بهما على طريق المجازاة والتوبيخ، كأنه قال: ستعلمون من هو معذب مخزى وكاذب أنا وأنتم، أو الأصل ومن هو صادق ليعلق العذاب المخزى بهم، والصدق به، لكن لما ادعوا كذبه عبر بما ادعوا فكأنه قال: ومن هو كاذب فى زعمكم.
{ وارْتَقبُوا } انتظروا عاقبة أمركم { إنِّى مَعَكم رَقيبٌ } منتظر، وهو فعيل بمعنى مفاعل، فمعناه مراقب كجليس بمعنى مجالس، أو فعيل بمعنى مفتعل، فمعناه مرتقب وهو أنسب لقوله: ارتقبوا كالرفيع بمعنى المرتفع، والواضح عندى الوقف على أنى عامل، ثم على رقيب، وزعم بعضهم أن الوقف على رقيب.