التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
٩٤
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولما جَاءَ أمْرنا نجَّينَا شُعيباً والَّذينَ آمنُوا مَعهُ برحْمةٍ منَّا } ذكره هنا وفى قصة عاد بالواو، وفى قصتى صالح ولو بالفاء، لأنه لم يكن ذلك هنا، وفى قصة عاد بعد ذكر الوعيد فناسب الواو، بخلاف قصتى صالح ولوط فذكر ذلك فيهما بعد ذكر الوعيد بقوله: { { وعد غير مكذوب } وقوله: { { إنّ موعدهم الصبح } فناسب الفاء التى تجئ للسببية.
{ وأخَذت الَّذينَ ظَلمُوا } أنفسهم وغيرهم بالشرك والتطفيف وغير ذلك { الصَّيحة } صاح بهم جبريل من فوقهم صيحة خرجت بها أرواحهم.
قال ابن عباس: لم تعذب أمتان قط بعذاب واحد إلا قوم صالح وقوم شعيب، أما قوم صالح فأخذتهم الصيحة من تحتهم، وأما قوم شعيب فأخذتهم من فوقهم، لم يقل وأخذت قومه الصيحة ليصفهم بالظلم الواجب للأخذ، كما وصف الناجين بالإيمان الموجب للنجاء، وليقابل الإيمان الخالص من الظلم بالظلم الشامل للشرك والمعصية.
{ فأصْبحوا فى ديَارهم جَاثمينَ } باركين على الركب ميتين، قيل: أصل الجثوم لزوم المكان كاللبود.