التفاسير

< >
عرض

فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ
٥
-المسد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فِي جِيدِهَا } عنقها *{ حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ } ليف النخل وقيل ليف المقل هو علي ظاهر تربط جزمة الحطب بحبل في عنقها وهذا تفسير ابن عباس، وقيل المسد ما مسد أي فتل فذلك الحبل مضمون ومركب من فتلات أو المسد جنس للحبال الممسودة، وقيل سواء كان الفتل من جلد أو ليف أو غيرهما وإذا جعلنا الحطب كناية عن الأوزار الموصلة للنار صح أن يكون في جيدها حبل من مسد على حقيقته نظرا إلي أنها تفعل ذلك في الدنيا وأن يكون ترشيحا للمجاز وأن يكون تصويرا لها بصورة الحطابة التي تحمل الجزمة وتربطها في جيدها تحقيرا لشأنها وبيانا لجاهها في نار جهنم فإنها تحمل فيها شجر الزقوم والضريع بحبل من سلاسل النار كما يعذب كل مجرم بما يفعل من الجرم وقيل سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعا تدخل من فيها وتخرج من ديرها ويكون سائرها في عنقها فتلة من حديد فتلا محكما وقيل كانت تحمل الحطب لدارها وحملته يوما واستراحت علي حجر فجيدها ملك من خلفها فمات.
وقيل الحبل من مسد خرزات في عنقها، وقيل قلادة فاخرة قالت لا تنفقها إلا في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم ويجوز كون هذه الجملة حالا من حمالة أو من ضمير حمالة وخبرا لمحذوف ويجوز كون في جيدها خبرا أو حالا وحل فاعله لاعتماده على المبتدأ وصاحب الحال وذكر بعضهم أن أم جميل هذه وهي بنت حرب ابن أمه لما نزلت السورة ذما لها ولزوجها وبلغتها جاءت بفهر في يدها وهو الحجر الذي يملأ الكف إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لتضربه فقال له أبو بكر إنها امرأة بديئة فلو قمت قال لن تراني ولما وصلت لم تره فقالت يا أبا بكر أين صاحبك كيف يهجوني فوالله لو وجدته لضربت بهذا الحجر فاه والله إني لشاعرة وقد ذكرت هجوا قبيحا فقال أبو بكر لا وهو لا يقول الشعر فقالت أنت عندي مصدق وقيل سكت ولما مضت قال يا رسول الله لم لم ترك فقال لم يزل ملك يسترني منها بجناحه وروي أنها تلقي في الطريق الشوك لإرضاء زوجها لعنهما الله بإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم.
اللّهم يا رب ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبركة السورة أخز النصارى وأهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.