التفاسير

< >
عرض

قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ
١
-الاخلاص

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ } الخ وروي أن المشركين قالوا صف لنا ربك لما ذكر آلهتهم فنزلت السورة وعن ابن عباس أن عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أتيا النبي صلى الله عليه وسلم وقال عامر إلى ما تدعونا يا محمد قال إلى الله قال صفه لنا أم من ذهب أم من فضة أم حديد أم خشب فنزلت فأهلكه الله بالطاعون وأربد بالصاعقة، وروي أن اليهود لما قالوا ذلك نزلت قالوا يا محمد هذا نسب يمنع من النسب نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسوله وعبده فلقيهم أبو جهل لعنه الله فقال لهم قد أثر فيكم كلام محمد فقالوا والله ما هو كلامه وإنه يقرأه علينا ونحن نراه في الجو مكتوبا.
*{ هُوَ اللهُ } رد على الدهرية الذين أنكروا الله وقالوا لم يكن إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر فذلك تحقيق وإثبات للوجود *{ أَحَدٌ } رد على الثنوية أن الأشياء تكونت من نور وظلمة والأحد الواحد كما تدل له قراءة ابن مسعود قل هو الله الواحد لا شريك له فعلا ولا صفة ولا قولا ولا ذاتا وقيل أعم من الواحد قال بعضهم الواحد المنفرد لا إله معه والأحد جامع صفات الجلال وهو من وجوب الوجود والقدرة الذاتية والحكمة التامة ولا جسم ولا عرض ولا تحيز ولا شركة ولا يوصف غير الله بالأحد عند بعض والضمير للذي سألوا عنه أي الذي سألتم عنه هو الله ومعنى الله المنزه عما تقولون الجامع لصفات الكمال وعائد لله بعده ايضاحا بعد ابهام وعلى كل فالله خبر واحد خبر ثان أو بدل من الله بناء على جواز ابدال النكرة غير الموصوفة من المعرفة إذا دلت على معنى لم يدل عليه المبدل منه ويجوز كون الله بدلا من هو واحد خبر ويجوز كون هو ضمير الشأن والله مبتدأ واحد خبره والجملة خبر الضمير غير محتاجة للرابط لانها نفسه معنى وعليه ابن هشام قال البزي انما صح حمل احد على قوله الله لان معنى احد منفرد في صفته كوجوبه واستحقاقه العبادة او منفرد في ذاته اي لا تركيب فيه وإذا جعل الله خبرا صح كون احد لمحذوف قال بعض همزة احد عن واو وقرأ ابن مسعود وابي بن كعب وهو الله احد بغير قل.
وروي
"ان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ الله احد باسقاط قل هو وانه قال الله احد يعدل القرآن" وتلك رواية عن ابن مسعود وهي غير السابقة قل لان هذا توحيد بقوله تارة ويأمر به أخرى بخلاف قل يا أيها الكافرون فإنه موادعة لهم وتبت فإنها معاتبة عمه وهذا ظاهره أنه تارة يقرأه بقل وتارة بتركه في هذه السورة، وقيل إن الأعمش قرأ قل هو الله أحد وكذا عن عمر وهي السابقة عن ابن مسعود وإذا وصلت كسرت التنوين ورققت اللام وإذا وقفت سكنت الدال وفخمت اللام وقرأ بعضهم بإسقاط التنوين وصلا لإلتقاء الساكنين فتفخم اللام وهذا قليل قاله ابن هشام.