التفاسير

< >
عرض

وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ
٤
-الاخلاص

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَمْ } مثلها في لم يلد *{ يَكُنْ لَهُ كُفْؤا أَحَدْ } لم يكن أحد نظيرا له ومماثلا رد على الشبهة وله متعلق بكفؤا أو حال له أو حال لضميره وقدم لأنه المقصود الأهم بالنفي وقدم كفؤا وهو خبر عن أحد وهو اسم المفاصلية ولأن نفي الكفؤ أهم من نفي أحد ويجوز كون كفؤا حالا من أحد أو من ضمير الاستقرار وله خبر الكون ولعل ربط الجمل الثلاث بالعطف لأن المراد منها نفي أقسام الأمثال فهي كجملة واحدة مبنية عليها بالجمل وقرأ حمزة ويعقوب ونافع في رواية عنه بإسكان الفاء وقرأ حفص بضم الفاء وقلب الهمزة واوا وتقدم بعض فضائل السورة وعنه صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل "كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه أياي فقوله لن يعبدني كما بداني وليس أول الخلق أهون علي من إعادته وإما شتمه أياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد" ، وعنه صلى الله عليه وسلم "اسست السماوات السبع والأرضون السبع على قل هو أحد" أي ما خلقت إلا دلائل على توحيد الله ومعرفة صفاته التي نطقت بها هذه السورة وسميت سورة الأساس لذلك أو لإشتمالها على أصول الدين ونزل بها جبريل ومعه سبعون ألف ملك وقال له يوما أشهد جنازة معاوية بن معاوية فخرج صلى الله عليه وسلم ووضع جبريل جناحه على الجبال فتواضعت حتى نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وصلى على معاوية هو والملائكة ثم قال يا جبريل بماذا بلغ معاوية هذه الفضيلة قال بقرائته قل هو الله أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وكان صلى الله عليه وسلم يقرأها كثيرا مع المعوذتين وينفث على يديه يمسح بهما على جسده ويأمر بذلك ومن واظب على قرائتها نال كل خير وكفى كل شر في الدنيا والآخرة ومن قرأها وهو جائع شبع أو ظمآن روي وسبب مسح الوجه باليد عند قارءها أن جبريل عليه السلام حين قرأها على النبي صلى الله عليه وسلم خرج من فيه نور يتلألأ ومسح به وجهه وأمر له صلى الله عليه وسلم تبركا وتكريرها ثلاثا ليحصل القارئها القرآن كاملا، قيل ومن اتخذ قوله الصمد ذكرا أغناه الله عن الأكل والشرب ومن كتب السورة في جلد أرنب وحمله لا يقربه شيء أبدا ما يضره من إنس أو جن أو أوهام وشكى رجل الفقر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له "إذا دخلت منزلك فاقرأ سورة الإخلاص" ففعل الرجل ذلك فوسع عليه.
اللّهم يا رب ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبركة السورة أخز النصارى وأهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.