التفاسير

< >
عرض

مَلِكِ ٱلنَّاسِ
٢
إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ
٣
-الناس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ } وصف نفسه أولا بأنه رب الناس لأن الربوية تعرف أولا بما يرى من النعم والرب قد يكون ملكا وقد لا يكون ونبه بعد ذلك على أنه ملكهم لأنه إذا تغلغل نظر الناظر في النعم تحقق أنه غني عن الكل وكل شيء له ومنه فهو الملك الحق والملك يكون إلها ويكون غير إله فنبه على أنه إله الناس ولا إله سواه قل لأنه قد يقال رب الناس وملك الناس ولا يقال إله الناس إلا الله عز وجل ويدل كونه الملك الحق على أنه المستحق للعبادة.
قال القاضي ويدرج في وجوه الإستعاذة تنزيلا لإختلاف الصفات منزلة اختلاف الذات إشعارا بعظم الآفة المستعاذ منها وتكرير الناس لما في الإظهار من مزيد البيان والإشعار بشرف الإنسان وملك الناس إله الناس عطف بيان للرب انتهى يعني أن مالكا عطف والهاء عطف آخر وقال الزمخشري بعض ذلك قال ابن هشام ومن الوهم فولى الزمخشري إن ملك الناس إله الناس عطفا بيان لأن البيان يشترط له الجمود والصواب إنهما نعتان أي ولو أضيف ملك لمفعوله لأنه للماضي لكنه لا ينقطع فهو أيضا مستمر فباعتبار مضيه إفادته لإضافة تعريفا قال وقد يجاب بأنهما جريا مجرى الجوامد إذ يستعملان غير جار بين على موصوف وتجري عليهما الصفات نحو قولنا إله واحد وملك عظيم انتهى.