التفاسير

< >
عرض

أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
١٢
-يوسف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أرْسِلهُ } إلى الصحراء { مَعَنا غَداً يرْتع } بالتحتية وكسر العين من الارتعاء، يقال: ارتعى يرتعى وهو يفتعل من الرعى، أى يخصم مراعى دوابنا أو يدخلها، أو يأكل مما تنبت الأرض مما يؤكل تفكها، وهو مجزوم بحذف الآخر فى جواب الطلب، والضمير فيه وفى قوله: { ويَلْعَب } بالمثناة التحتية ليوسف عليه السلام، وذلك قراءة نافع، وقرأ الكوفيون، ويعقوب، والحسن: يرتع بالياء وإسكان العين، ونلعب بالياء من رتع يرتع، أى نتسع فى أكل الفواكه ونحوها.
والرتعة الخصب، وذلك استعارة من رتوع البهيمة والسعة، وقرأ ابن كثير: نرتع بكسر العين كنافع، لكن بالنون، ونلعب بالنون أيضا وقرأ الباقون، ومجاهد: نرتع ونلعب بالنون فيهما وإسكان عين الأول، وقرئ يرتع بالياء مضمومة وكسر المثناة الفوقية، وإسكان العين، ويلعب بالتحتية من ارتع ماشيته يرتعها، أى أوردها الخصب، وقرأ العلاء بن سيابة يرتع بكسر العين: ويلعب بالرفع على الاستئناف، والياء فيهما ومرادى بالكوفيين الكسائى وحمزة وعاصم.
وقال مجاهد: فى قراءة من قرأ نرتع بالنون وكسر العين، ويرتع بياء مفتوحة وكسر العين من المراعاة، أى يرع بعضنا بعضا ويحرسه، وإنما استخار يعقوب لهم اللعب لأن لعبهم بالاستباق والانتضال تعلما بأمر الحرب لا باللهو، وذلك مندوب مأمور به، ويدل لذلك قوله: { إنا ذهبنا نستبق } وسمى ذلك لعبا لأنه فى صورته، وقيل: اللعب هنا النشاط، وقيل الإقدام على المباح لينشرح الصدر، كما قال صلى الله عليه وسلم:لجابر بن عبد الله حين تزوج امرأة غير بكر:
"هلا بكرا تلاعبك وتلاعبها" أى هلا تزوجت بكرا إلى آخره.
وقال أبو العلاء المعرى: إنه لعب على ظاهر، ولم يكونوا يومئذ أنبياء انتهى، كما مر، وروى عن ابن كثير: نرتع ويلعب بالنون فى الأول والياء فى الثانى، وكسر العين فى الأول، قال أبو على الفارسى: هذه القراءة أحسن لإسناد النظر فى المال والرعاء إليهم، واللعب إلى يوسف لصباه، وروى ابو ربيعة، وابن الصباح من قبل نرتعى بالياء بعد العين، وفقا ووصلا، وروى غيرهما عنه الحذف فى الحالتين.
{ وإنَّ له لحَافِظونُ } أن يناله مكروه حتى يرجع إليك سالما.