التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ
٢٦
-الرعد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ اللّهُ } قيل ذكر المسند إليه مبتدأ يفيد الاختصاص، وليس كذلك عندى، فالاختصاص هنا مستفاد من خارج { يبْسُط الرزْقَ لمن يَشاءُ } يوسعه لمن يشاء من كافر استدراجا له، ومكافأة له فى الدنيا على إحسان كان منه، وغير ذلك، ومن مؤمن رحمة له، وليفرقه فى أنواع البر ولنحو ذلك.
{ وَيقْدِرُ } يضيقه على من يشاء من مؤمن توفيرا فأجره، أو غفرانا لذنبه، ومن كافر انتقاما منه.
{ وَفَرحُوا } أى الكفار أو كفار مكة { بالحيَاةِ الدُّنيا } لما بسطها عليه فرحوا فرح بطر وأشر، لا فرح شكر، وذلك حرام، والركن إلى الدنيا حرام { وما الحيَاةُ الدُّنيا فى الآخِرة } فى جنب الآخرة، ففى هنا للمقايسة وهى الداخلة بين مفضول سابق، وفاضل لاحق، نحو:
{ فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة إلا قليل
}. { إلا متاعٌ } إلا شئ قليل يتمتع به ثم يزول كقصعة وقدر، وزاد الراعى: وما يجعل للرابط من تمرات وشربة سويق ونحو ذلك، ومع قلتها وتنغصها، وسرعة زوالها اغتر بها الكفار عن نعيم الآخرة الكثير العظيم الهنئ الدائم.