التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ
٢٨
-الرعد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الذِينَ } بدل من أو بيان أو خبر لمحذوف، أى هو الذين أو مفعول لمحذوف أى أمدح الذين { آمنُوا } بالله ورسوله { وتَطْمئنُّ } تسكن { قُلُوبهم } والعطف على آمنوا ولو اختلفا ماضيا ومضارعا، لأن الإيمان بالله ورسوله يقع دفعة، واطمئنان القلب بالذكر يقع مرة بعد أخرى، كلما ذكروه اطمأنوا، فالمضارع للاستمرار والحال، وما كان فيه طرف من المضى، فحصلت المناسبة، أو هو بمعنى الماضى، أو العطف على يهدى عطف قصة على أخرى، مع أن فى كليتهما ذكر الله، ففى الأولى بالإضمار، وفى الثانية بالإضهار كما قال: { بذِكْر اللّهِ } أنسا به، واعتمادا عليه، وحبا له، ورجاء منه، وذلك بجودة اليقين والاضطراب يكون بالشك، أو تطمئن قلوبهم بذكر الله ومغفرته بعد القلق من خشيته، أو بذكر ما يدل على وجوده ووحدانيته، وقال الحسن: بوعده بالجنة، وقال مقاتل: بكلامه وهو القرآن الذى هو أقوى معجزة.
{ ألا بذِكْر اللّهِ } هو كما ذكرنا آنفا فى أوجهه { تطْمئنُّ القُلُوب } قلوب المؤمنين، وقال ابن عباس: هذا الأخير فى الحلف إذا حلف لهم بالله سكن قلوبهم على المحلوف عليه، والصحيح ما مرَّ، وأظن أن هذا غير صحيح عنه، وإن قلت: وصفوا فى الآى الأخر بالوصل، وفى هذه بالاطمئنان؟
قلت: الوجل على ذنوبهم، ولعظمة الرب، والاطمئنان بما تقدم من الأنس بالله تعالى ونحو ذلك.