التفاسير

< >
عرض

وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ
٤٠
-الرعد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وإنْ ما } إن الشرطية ادغمت نونها فى ميم ما التى هى صلة للتأكيد ولذلك ساغ توكيد الفعل بعد النون { نُرينَّك بَعْضَ الَّذِى نَعدُهم } من العذاب، والهاء لكفار قريش { أو نُتوفينَّك } أى سواء أريناك بعض الوعيد أو أمتناك قبله { فإنما عليْكَ البلاغُ } لا غير، وهو اسم مصدر بمعنى التبليغ، وهذا جواب إن، وقيل: الفاء للتعليل، والجواب محذوف، أى فإنا المنتقمون، لأنه ما عليك إلا تبليغ الوحى، وقيل: جواب إن محذوف، أى فإما نرينك بعض الذى نعدهم فذلك، وجواب نتوفينك تقديره: فإنَّا المنتقمون، لأنه ما عليك إلا البلاغ، أو هو فإنما عليك البلاغ، واستحق جوابا لعطفه على الشرط.
{ وعَليْنا } لا عليك { الحِسابُ } يوم القيامة للجزاء، فلا تهتم بهم، ولا تستعجل فما هم بفائتينا، قيل: الآية نهى عن القتال، فهى منسوخة بآية السيف، قلت: ليست نهيا عنه، فضلا عن أن تنسخ، وأما لحصر فى { فإنما عليك البلاغ } فأضافى منظور فيه إلى الهداية، أى إنما عليك البلاغ لا الهداية، أو البلاغ لا الحساب، كما يدل عليه السياق، وادعى بعضهم الإجماع على نسخها، وليس كذلك كما نص عليه السيوطى.