التفاسير

< >
عرض

وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ
٢٣
-إبراهيم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أى أدخلهم الملائكة أو أدخلهم الله كما قرأ الحسن وعمرو بن عبيد وأدخل بهمزة التكلم والرفع هو دليل على أن هذا من كلام الله تعالى { جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ } حال مقدرة { فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } بأَمره متعلق بادخل وإِما على قراءة الحسن وعمر وفقيل متعلق بما بعده من الجملة أى بنسبة الخبر إلى المبتدأ، قلت هذا عندى ضعيف لأَن نسبة الخير إِلى المبتدأ عامل معنوى فلا يتقدم معمولها عليهما بل يتعلق بادخل والأَصل أدخلهم بإِذنى أى بمشيئتى وإِرادتى ووضع الظاهر وهو اسم الرب موضع المضمر وهو ياء إذنى بكسر الهمزة فلزم من ذلك الالتفات من التكلم للغيبة لأَن الظاهر من قبيل الغيبة { تَحِيَّتُهُمْ } من الله ومن الملائكة وفيما بينهم { فِيهَا سَلاَمٌ } أى تهنئة بالسلامة من الآفات ويحتمل أن يكون المعنى أن تحيتهم فيها السلامة منها، وليس بكلام من غيرهم لهم ولا من بعض لبعض، كما تقول لحبيبك تحيتك لحم وسمن تريدان له ذلك والأَول أظهر وأشهر ويدل له ما روى أنه بينما هم فى ظل شجرة طوبى يتحدثون تحتها إِذ أتتهم الملائكة بنوق مزمومة بسلاسل الذهب كأَن وجوهها المصابيح من حسنها منقادة عليها رحائل الذهب المكسوة بسندس وإِستبرق وتدفع إِليهم ثم يسلمون عليهم ويقولون إِن ربكم بعث إِليكم بهذه الرواحل لتركبوها وتتفسحون فى الجنة وتنظرون إِلى ما وعد لكم فيها مما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب أحد فيركبونها ويسيرون صفا لا تجاوز ناقة أُخرى بإِذنها ويمرون بالشجرة فتتأَخر عن مكانها فيرسل إِليهم ربهم السلام فيقولون ربنا أنت السلام ومن عندك السلام ولك حق الجلال والإِكرام فيقول لهم وعليكم السلام منى وعليكم رحمتى ومحبتى مرحبا بعبادى الذين أطاعونى بالغيب وحفظوا وصيتى ويقولون لا وعزتك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إِليك كل حقك ائذن لنا يا ربنا أن نسجد لك فيقول إنى وضعت عنكم مؤنة العبادة وقد أفضيتم إلى كرامتى وبلغ الوعد الذى وعدتكم تمنوا فإِن لكل إِنسان منكم ما تمنى.