التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ
٣٠
-إبراهيم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَجَعَلُوا للهِ أَنْدَاداً } شركاء وهى الأَصنام سميت أنداداً لأَنها أمثال لله فى زعمهم والندر المثل { لِّيُضِلُّوا } غيرهم { عَنْ سَبِيلِهِ } دين الله، وقرأ ابن كثير وأبو عمر وليضلوا هنا وليضل فى الحج ولقمان والزمر بفتح الياءس أى ليكونوا ضالين فى أنفسهم وكذا قراءة يس عن يعقوب بفتح الياء هنا واللام للصيرورة فى كلتا القراءتين لأَن الإِضلال أو الضلال ليس علة لجعل الأَنداد لكن لما كانت نتيجة جعل الأَنداد إِضلالا أو ضلالا جعل الإِضلال أو الضلال علة لجعل الأَنداد بإِدخال اللام على سبيل المجاز، وقيل إِن اللام فى قراءة الضم للتعليل حقيقة وفى قراءة الفتح للصيرورة، { قُلْ } يا محمد لهؤلاء الكفرة { تَمَتَّعُوا } انتفعوا فى الدنيا أياماً قليلة بشهواتكم أو بعبادة الأَوثان فإِن عبادتها ليست ديانة مفروضة عليهم بل شهوة تمتعوا بها والأَمر بالتمتع تهديد وهو مشعر بأن ما هددهم عليه وهو التمتع بما لا يحل كالمطلوب لإِفضائه لى ما هددهم به وهو المصير إِلى النار المذكور فى قوله { فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ } أى صيرورتكم فهو مصدر ميمى { إِلى النَّارِ } والفاء للتعليل إِذ المعنى لا مبالاة بتمتعكم لأَن مصيركم إِلى النار أو رابطة لجواب شرط مقدر أى إِن أصررتم على التمتع بما لا يحل فإِن مصيركم إِلى النار لو للاستئناف فيكون المراد بالكلام مجرد الخذلان والتخلية والتهديد فى ذلك كله مستفاد.