التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٥٢
-إبراهيم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ هَذَا } أى القرآن أو ما فيه من العظة والتذكير أو المذكور الذى هو السورة أو ما فيها من ذلك أو ما وصفه بقوله ولا تحسبن الله إِلى قوله الحساب { بَلاَغٌ لِلنَّاسِ } أى تبليغ أى ذو تبليغ أو مبلغ بفتح اللام أو البلاغ الكفاية أى يكفيهم ذلك فى الوعظ والناس على العموم وقيل المراد المؤمنون { وَلِيُنذَرُوا بِهِ } أى بهذا البلاغ والعطف على محذوف متعلق بالبلاغ أى بلاغ لينصحوا أو لينذروا به أو ليتعلق بمحذوف هكذا أى ولينذروا به نزل أو تلى والإِنذار تخويف وقرىء بفتح الباء والذال من نذر به بكسر الذال إِذا علمه واستعد له { وَلِيَعْلَمُوا } بما فيه من الحجج { أنَّمَا هُوَ } أى الله { إِلَهٌ وَاحِدٌ } وذلك أنهم إِذا خافوا ما أُنذروا به نظروا لأَنفسهم ما يلجمون به منه فيتوصوا إِلى التوحيد والطاعة لأَن الخشية أم الخير كله { وَلِيَذَّكَّرَ } بتذكر أُبدلت التاء دالا وسكنت وأُدغمت فى الذال { أُوْلُوا الأَلْبَابِ } أصحاب العقول فيرتدعوا عما يهلكهم وأفاد قوله لينذروا به تكميل الرسل وبقوله وليعلموا أنما هو إِله واحد استكمالهم القوة النظرية التى منتهى كمالها التوحيد وبقوله وليذكر إِلى آخره استصلاح القوة العملية التى هى التدرع بلباس التقوى فتلك ثلاث فوائد للبلاغ هن الغاية والحكمة فى إِنزال الكتب جعلنا الله من الفائزين بهن ـ صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.