التفاسير

< >
عرض

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ
٤٢
-الحجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } قوة تجبرهم بها على الغواية { إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } استثناء منقطع لأَنه لا قوة له يجبر بها أحداً على الغواية أى لكن من اتبعك من الغاوين فقد تبعك باختياره لوسوستك له فيعذب كما تعذب فهذا تكذيب له فيما أوهمه أن له سلطانا على غير مخلصين ويجوز أن يكون الاستثناء متصلا على أن يكون معنى السلطان القوة بتأْثير الوسوسة فقط فيكون ذلك تصديقاً له فى قوله إِلا عبادك منهم المخلصين وأصل هذا الكلام على هذا لا تأثير لإغوائك فى عبادى المخلصين وعدل عن هذا إِلى قوله: { إِن عبادى ليس لك عليهم }.. الخ لتعظيم المخلصين وإِقناط الشيطان منهم ولا دليل فى الآية على جواز استثناء الأَكثر ولو كان الأَكثر الغاوين وهم تسعمائة وتسعة وتسعون من كل ألف والأَقل الناجون وهم الواحد من كل ألف لاحتمال كون الاستثناء منقطعاً على كيفية المذكورة أولا أو على كيفيه أخرى مثل أن يراد بعبادى العباد المخلصين.