التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ
٥٤
-الحجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى } بالولد { عَلَى أَن مَّسَّنِىَ الْكِبَرُ } أى مع مس الكبر إِياى متعلق بمحذوف حال والمعنى أبشرتمونى به وأنا شيخ كبير ويجوز إِبقاء على بمعنى الاستعلاء وهو مجازى وكونها بمعنى فى والاستفهام للتعجب من أن يلد مثله فى الكبر أو لإِنكار أن يبشر به فى حال لا يشتهيه لقلة المبالاة بالمسرة الدنيوية لمضى العمر واستيلاء الكبر كذا قيل قلت ويرده أن الغلام العليم ليست المسرة به دنيوية وإِنه قد دعى الله أن يهب له من الصالحين فكيف نقل مبالاته وكيف لا يشتهيه وقد وصفه الله بأَنه غلام عليم { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } بأَى أُعجوبة تبشرون وهذا أيضا استفهام تعجب كيف يحصل له الولد على الكبر أو للمبالغة فى التعجب حتى كأَنه إِنكار للصحة وليس إِنكار أى هذا الذى بشرتمونى به لفرط غرابته كالذى لا يتصور فكأَنكم بشرتمونى بما لا يتحصل أو هذا كالذى لا يتصور فبأَى شىء متصور تبشرون والمعنى بأَى طريق يقع لى التبشير بالولد فإِن هذا لا طريق لها فى العادة والنون نون الوقاية وحذفت نون الرفع قبلها تخفيفا عن اجتماع نونين أو المحذوفة نون الوقاية لحصول الثقل بها والموجودة نون الرفع كسرت للياء والياء محذوفة لدلالة نون الوقاية أو الكسرة وقرأ ابن كثير بتشديد النون إدغاما لنون الرفع فى نون الوقاية وقرىء بفتح النون مخففة على أنه لم تدخل نون الوقاية ولا الياء فهو من حذف المفعول من اللفظ أصلا ورأسا.