التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ
٦٠
-الحجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إِلاَّ امْرَأَتَهُ } استثناء من الهاء فى منجوهم أى ننجيهم إِلا امرأَته منهم فلا ننجيها واستثناء من آل لوط المستثنون من الإِجرام أى إِلى قوم أجرموا كلهم إِلاَّ آل لوط فإِنهم لم يجرموا إِلا امرأته من آله فإِنها أجرمت أو استثناء من آل لوط مستثنين من القوم أى أرسلنا بالإِهلاك إِلى قوم مجرمين لكن آل لوط لا نهلكهم بل ننجيهم إِلاَّ امرأته من آله فإِنها ممن أرسلنا بالإِهلاك إِليه فلا ننجيها واستثنى المرأة من آل لوط أو من الهاء متصل أن قلنا آله قرابته ومن يحويه بينه ولم يؤمن معه إِلا هم وإِن آمن معه سواهم فقاله إِما بمعنى القرابة ومن يحويه بيته أيضا تغليبا فمتصل أو بمعنى مطلق متبعيه فى الدين فمنقطع وذكر القاضى أن الاستثناء من الهاء إِذا جعلنا الاستثناء الأَول متصلا وإِنا لمنجوهم أجمعين مستأَنف وإِنه لا يجوز من آل لوط لاختلاف الحكمين لأَن آل لوط متعلق بأَرسلنا أو المجرمين وإِلا امرأته متعلق بمنجوهم إِلا أن يجعل إِنا لمنجوهم أجمعين اعتراضا بإيضاح { قَدَّرْنَا } وقرأ أبو بكر هنا وفى النمل بتخفيف الدال والتقدير هنا القضاء أو الحكم وأصله جعل الشىء على مقدار غيره، وإِنما علق باللام فى خبر أن مع أنه ليس فعل قلب لأَنه ملاحظ فيه معنى الفعل القلبى فإِن المراد بالقضاء أو الحكم القضاء بالقلب أو الحكم به أو لأَنه بمعنى القول والقول يسلط على جملة إِن المكسورة ومعموليها أو لتضمنه معنى العلم وقد فسر كثير منهم تقدير الله أعمال العباد بعلمها وإِنما أسند الملائكة التقدير لأَنفسهم وهو لله وحده لأَنهم أرسلهم الله فى شَأن ذلك التقدير وجار على أيديهم ذلك التقدير ولما لهم من القرب والاختصاص بالله تعالى كما قول خاصة الملك أمرنا بكذا ودبرنا كذا والآمر والمدبر الملك لا هم { إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ } الباقين للهلاك مع سائر الكفرة لا الناجين لكفرها.