التفاسير

< >
عرض

وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ
٦٦
-الحجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقَضَيْنَا } أوحينا أو أنزلنا أو أنهينا أو أبلغنا أو نحو ذلك ولذلك عدى بإِلى { إِلَيْهِ } إِلى لوط { ذَلِكَ الأَمْرَ } وهو إِهلاك قومه المعبر عنه بما كانوا فيه يمترون وبالحق والمدلول عليه بأَرسلنا إِلى قوم مجرمين وبالغابرين، ومع ذلك قد بقى فيه بعض إِبهام أزاله بعطف البيان بالذات أو بالبدل من عرض وهو المصدر من خبر أن فى قوله { أَنَّ دَابِرَ } آخر { هَؤُلاَءِ } القوم المجرمين { مَقْطُوعٌ } أى يعمهم العذاب والإِهلاك حتى يصل آخرهم فلا يبقى منهم أحد كما تقول قطعت الشجرة من آخرها، تريد أنك قطعتها من أصلها وعروقها التى تبقى آخرا بعد القطع وفى إِبقاء بعض الإِبهام ثم تفسيره بتفخيم للأَمر وتعظيم له وقرأ الأَعمش بكسر همزة إِن على الاستئناف كأَنه قيل وضح لنا ذلك الأَمر كل توضيح فقال إِن دابر هؤلاء مقطوع { مُّصْبِحِينَ } داخلين فى الصبح حال من هؤلاء ولو كان مضافا إِليه لأَن المضاف هنا منزل منزله الجزء من المضاف إِليه أو هو جزء منه على تشبيههم بجسد واحد له دابر وقابل أو حال من الضمير فى مقطوع وجمع نظرا للمعنى فإِن دابر هؤلاء بمعنى مدبرى هؤلاء ومقطوع بمعنى مقطوعين.