التفاسير

< >
عرض

لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ
٢٣
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لاَ جَرَمَ } أى حقا { أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } فيجازيهم والمصدر من خبر إِن فاعل لقوله لا جرم لأَنه بمعنى حق حقا وعن سيبويه والزجاج أن لا نافية لما قبلها وجرم مصدر أو فعل بمعنى حق وتقدم كلام فى سورة هود وذلك تهديد { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ } مطلقا فضلا عن المستكبرين عن الإِيمان ويجوز أن يريد بالمستكبرين المستكبرين عن الإِيمان ومن لا يحبه عاقبه فذلك كناية عن العقاب وتحريم الكبر وهو جعل الحق باطلا للتكبر أو لغرض واحتقار الخلق ولا يدخل الجنة من فى قلبه مثقال ذرة منه كما ورد فى الحديث وعنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ "ما من عبد إِلا وفى رأسه حكمة بيد ملك أى زمام كزمام البعير فإن تعظم وارتفع ضرب الملك فى رأسه وقال له اتضع وضعك الله وإِن تواضع رفعه الملك وقال له ارتفع رفعك الله" ، وليس منه مجرد كون نحو ثوب الإِنسان أو نعله حسنا أو جديدا فإِن الله جميل يحب الجميل.