التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٢٤
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ } أى إِذا قال المؤمنون للمشركين ماذا أنزل ربكم على محمد وما استفهامية مبتدأ وذا اسم موصول خبر أو مبتدأ وما خبر ويجوز كون ماذا اسما واحدا مركبا استفهاميا مفعولا مقدما لأنزل فتكون الجملة فعلية وما تقدم أولى لأَنهم أجابوا بالجملة الاسمية وهى أساطير مبتدأ المقدر ولو كان مفعول لأَنزل كما مر كان الأَنسب أن يقولوا أساطير بالنصب أى أنزل أساطير فيكون الجواب جملة فعلية وقد يجوز أن يكون ماذا مفعولا لأنزل والجملة مفعول فعلية واقع الجواب لها بالاسمية تأكيدا منهم لعنهم الله وعدولا عن المسئول بالجواب أى ليس من الإِنزال فى شىء { قَالُوا } أى المشركون { أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } خبر لمحذوف كما علمت أى الذى تدعون نزوله أساطير الأَولين لَيس منزلا من الله كما قلتم أو الذى أنزله ربنا أساطير الأَولين على طريق التهكم لا على الإِذعان لكونه من الله كقول فرعون إِن رسولكم الذى أُرسل إِليكم لمجنون فإِنه قاله تهكما لا إِذعانا لرسالة موسى عليه السلام أو الذى أنزله ربنا أساطير الأَولين لا تحقيق فيه أجازوا على الله العبث حتى أنزل مالا تحقيق فيه تعالى عن ذلك وجزموا أنه أنزل ذلك ولا تحقيق فيه، أو أرادوا أنه إِن كان من الله فهو أساطير الأَولين، والأَساطير الأَحاديث الباطلة ويجوز أن يكون القائل ماذا أنزل ربكم بعض المشركين لبعض تهكما، سيجيب البعض الآخر بذلك وقيل نزل ذلك فى النضر بن الحارث وقيل فى المقتسمين الذين تفرقوا فى الطرق ليضلوا من يمر عليهم. وعن الكلبى أنهم تفرقوا على عقاب مكة أربعة نفر على كل طريق أمرهم الوليد بن المغيرة أن يقولوا لمن سأَلهم عن محمد بعضهم إِنه مجنون وبعضهم إِنه ساحر وبعض إِنه يقول أساطير الأَولين وهكذا فإِن رضوا بذلك وإِلا فأنا عند البيت إِن سأَلونى أصدقكم كلكم فشق ذلك على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبعث أربعة من أصحابه مع كل أربعة وأمرهم أن يقولوا إِذا كذبوا عنه لمن يأتى للموسم بل هو رسول الله حقا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بصلة ذى القربى وبأن يقرى الضيف ويعبد الله فى كلام حسن جميل فيقول الناس والله ما تقولون مما يقول هؤلاء والله لا يرجع حتى نلقاه.