التفاسير

< >
عرض

يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
٥٠
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَخَافُونَ رَبَّهُم } الجملة حال لازمة من واو يستكبرون لأَنهم خائفون أبداً والجملة تفسير لقوله لا يستكبرون وبيان وتقرير فإِن من خاف الله لا يستكبر عن عبادته.
{ مِنْ فَوْقِهِمْ } متعلق لمحذوف والمصدر من ذلك المحذوف بدل اشتمال من اسمه تعالى أى يخافون ربهم أن يرسل عذاباً من فوقهم ويجوز أن يقدر المحذوف مصدر أى يخافون ربهم إِرساله عذاباً من فوقهم أو متعلق بمحذوف حال من اسمه تعالى أى يخافون ربهم كائنا فوقهم بالقهر وذلك نص فى خوف الملائكة وهم أيضاً راجعون ولم يذكر رجاهم لأَن المقام للتهديد والتخويف، ولكن الخوف متضمن له لأَن من لم يرج لا يقال إِنه خائف بل آيس وكذا الرجاء متضمن للخوف فإِن من لم يخف لا يقال إِنه راج بل آمن { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } أى ما يؤمرون به أو ما يؤمرونه وكل من ذلك شاذ فى السعة على المشهور وهذا نص فى أن الملائكة مكلفون ودخل فى فعل ما أمروا به وترك ما نهوا عنه فإِن المنهى عنه مأْمور بتركه فإِذا اجتنبوه فقد فعلوا الترك. قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
"إِنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربعة أصابع إِلا وملِك واضع جبهته ساجداً والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إِلى الصعدات تجأرون إِلى الله" . قال الراوى أبو ذر ـ رضى الله عنه ـ وددت أنى كنت شجرة تعضد والأطيط لثقل الحمل والصعدات الأَراضى التى هى واسعة صحار وتجأَرون ترفعون أصواتكم بالدعاء وتعضد تقطع.