التفاسير

< >
عرض

وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٧٧
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَللهِ } وحده لا لغيره، { غَيْبُ } أى علم غيب. { السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ } أى علم ما غاب فيهن عن العباد ولم يحسوه ولم يدل عليه محسوس وقيل غيبهن قيام الساعة لأَنه لا يعلم أحد بوقته على التعيين، { وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ } ساعة موت الخلق كلهم أو ساعة بعثهم بعد موتهم أو ذلك كله أى ما أمرها فى السرعة والسهولة { إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ } فتح العين أو إِطباق الجفن الأَعلى عليها فكما أن فتح العين أو إِغلاقها لا يحتاج فيه إِلى زمان طويل ولا يستصعب كذلك أمر الساعة سهل عند الله إِذا أراده أوجده فى أقل زمان. قال الزجاج أو أن أمر الساعة وإِن تراخى عندكم قريب عند الله كلمح البصر وهذا مبالغة فى استقرابه والبصر والعين ويجوز كونه بمعنى النظر والرؤية أى كاختلاس الرؤية، { أَوْ هُوَ أَقْرَبُ } أى بل هو أقرب من لمح البصر قاله الفراء فأو فيه للإِضراب كبل وقيل للإِبهام وقيل للشك مصروفاً إِلى الرأى أى لو اتفق أن يقف على ذلك أحد لكان من السرعة بحيث يشك هل هو كلمح البصر أو أقرب، وقيل للتخيير أى إِن شاء الله أوقعه كلمح البصر وإِن شاء اوقعه أقرب والمشهور أن مجىء أو للتخيير أو الإِباحة، مختص بالطلب ولم يشترط ابن مالك فى شرح الكافية ولا سيبويه فيما حكاه ابن الشجرى الطلب ولا يصح ذلك عن سيبويه وتفسير الأقربية أن يكون أمر الساعة نصف زمان لمح البصر أو ثلثه أو ربعه أو غير ذلك ككونه الآن الذى يبتدىء فيه، { إِنَّ اللهَ عَلى كُلّ شَىءٍ قَدِيرٌ } فهو قادر على إِماتة الخلائق دفعة وإِحيائهم دفعة كما قدر على إِيجادهم شيئاً فشيئاً ودل على قدرته بقوله جل جلاله.