هميان الزاد إلى دار المعاد
{ وَيَدْعُ } بحذف الواو فى خط المصحف كما حذفت فى النطق للساكن بعدها وهو اللام وحركت اللام بالكسر نقلا من همزة إِنسان إذ لم يعتد بالعارض والضم مقدر على تلك الواو المحذوفة، { الإِنسَانُ } جنس الإِنسان، { بِالشَّرِّ } على نفسه أو أهله أو ماله عند غضبه وضجره يقول اللهم العنى اللهم أهلكنى ونحو ذلك ولو أجاب الله الرحمن الرحيم دعاءه لأهلكه أو فعل ما دعى به لكنه بفضله وكرمه يصفح لا يجيب دعاء المستعجل الضجر، قال الله سبحانه: { { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إِليهم أجلهم } ويحتمل أن يكون المراد أنهُ يدعو بما يحسبه خيراً وهو شر. وعن ابن عباس أن الإِنسان هو النضر بن الحارث قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك - الآية. فأجيب دعاؤه فضربت عنقه صبرا وقيل جنس الكافر المستهزئ المستعجل بالعذاب كالنضر، { دُعَاءَهُ باِلْخَيْرِ } أى دعاءه مثل دعائه لنفسه بالخير أو لأَهله أو ماله والمراد أنه يدعو بالشر بدلا من دعائه الخير وكان ينبغى أن يدعو بالخير، { وَكَانَ الإِنسَانُ } جنس الإِنسان، { عَجُولاً } يسارع إِلى طلب ما يخطر بباله لا ينظر فى العاقبة لعلها شر. روى "أنه - صلى الله عليه وسلم - دفع إِلى سودة بنت زمعة أسيراً - فبات يئن، فقالت: مالك؟ فشكى ألم الكتاف، فأَوسعت له فيه، فلما نامت أخرج يده وهرب، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا به، فقيل له إن سودة أوسعت له فهرب، فقال: اللهم اقطع يديها فرفعت يديها تتوقع الإِجابة، فقال - صلى الله عليه وسلم - إنى سأَلت الله أن يجعل لعنتى ودعائى على من لا يستحق من أهلى رحمة لأَنى بشر أغضب كما يغضب البشر فلترد سودة يديها، فنزلت الآية" ، وقيل المراد بالإِنسان الثانى آدم لما انتهى الروح إِلى سرته ذهب لينهض فسقط. وعن ابن عباس وسلمان أنه لما نفخ فيه الروح ووصل أنفه وبصره من رأسه عطس وأبصر ولما سار الروح إِلى أسفل أعجبته نفسه فذهب ليمشى قبل أن يصل ساقيه فلم يقدر فأنتم ذوو عجلة موروثة من أبيكم.